و ذكر العسكريّ أنه كان رثى أهل بدر، فأهدر النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) دمه بذلك. قال: أخبرنا بذلك ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.
و قد رويت نظير قصته لأنس بن زنيم كما سيأتي في ترجمته. و يحتمل وقوع ذلك لهما، و اللَّه أعلم.
و نقل أبو بكر بن العربيّ القاضي، عن أبي عامر العبدريّ، أنه قال: أسلم أسيد هذا، و صحب النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) و أظنه أدرك أحدا. و ردّ ذلك ابن العربيّ على شيخه بما تقدم، ثم وجدت في فضائل علي رضي اللَّه عنه جمع المفيد [3] بن النعمان الرافضيّ نحو ما ذكر العبديّ، فإنه ذكر قصة بدر، ثم قال في آخرها فيما صنعه رضي اللَّه عنه يوم بدر: يقول أسيد بن أبي أناس يخاطب قريشا بقوله:
في كلّ مجمع غاية أخزاكم* * * جذع يفوق على المذاكي القرّح
هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم* * * ذبحا و قتلا بغضه لم يربح
للَّه درّكم أ لمّا تذكروا* * * قد يذكر الحرّ الكريم و يستحي
[الكامل] و الّذي ذكره الزّبير أن أسيدا أنشد قريشا هذه الأبيات لما ساروا إلى أحد.
بن أسيد بن عبد اللَّه بن سلمة بن عبد اللَّه بن غيرة بن عوف ابن ثقيف الثقفي [5]، حليف بني زهرة. ذكره العسكريّ و غيره في الصحابة.
و قال الواقديّ: أسلم يوم الفتح، و شهد حنينا، و أعطاه النبي (صلى اللَّه عليه و سلّم) مائة من الإبل.
ضبطه ابن ماكولا و غيره بالفتح، و أبوه بالجيم و الياء التحتانية، و هو جدّ عمر بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية شيخ الزهري الّذي خرج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة.
[1] قرن: بسكون الراء بلا خلاف، قال صاحب المطالع: و هو ميقات نجد على يوم و ليلة من مكة و يقال له قرن المنازل، و قرن الثعالب و رواه بعضهم بفتح الراء و هو غلط إنما قرن «بفتح الراء قبيلة من اليمن، آخر كلامه، و قد غلط غيره من العلماء ممن ذكره بفتح الراء و زعم أن أويسا القرني منه إنما هو من «قرن» بفتح الراء بطن من مراد. انظر المطلع/ 166.